ما هي مخاطر الاستثمار في السندات؟

كونك مستثمرا في سوق السندات يتحتم عليك أن تكون على وعي كامل بمخاطر الاستثمار في هذا المجال، لكن بكل الاحوال تعتبر السندات أداة استثمار موثوقة لما توفره من دخل منتظم وقد لا توفر لك أكبر العوائد لكنها طريقة مستقرة وسليمة لاستثمار اموالك.

فالكثير من المستثمرين المتمرسين يدركون أهمية التنويع، فأفضل طريقة لتوليد عوائد متسقة هي إنشاء محفظة تمزج بين فئات الأصول المختلفة: الأسهم والعملات والمشتقات والسلع والسندات. وهذا لا يعني أن السندات ليس لهم مخاطرهم الخاصة.

أنت كمستثمر، يجب أن تكون على دراية ببعض المخاطر التي تأتي مع الاستثمار في سوق السندات (Bond market).

نقاط مهمة

  • مخاطر التخلف عن السداد: عدم قدرة المُصدر على الوفاء بالتزاماته المالية.
  • مخاطر التضخم: تؤثر على السندات ذات السعر الثابت وتؤدي إلى تآكل قيمة إصدارها.
  • مخاطر أسعار الفائدة: تنخفض قيمة السندات في السوق الثانوية بسبب المنافسة من السندات الجديدة بمعدلات فائدة أكثر جاذبية.
  • مخاطر إعادة الاستثمار: تحول التدفق النقدي للسند إلى إصدارات جديدة ذات عائد أقل.
  • مخاطر الاستدعاء: يقوم المصدر بقطع مدة السند واستدعاءه عند انخفاض سعر الفائدة.

عندما تصدر أي جهة سندًا، فإنها تطلب من المشتري أو المستثمر المال بصورة تشبه القرض (Loan) لذلك عندما تشتري سندًا، فأنت تقرض المال لمُصدِر السند، فالسندات هي شكل من أشكال الديون التي تصدرها شركة أو حكومة تحتاج إلى جمع المال. في المقابل، يقدم مصدر السند لك فائدة يدفعها على فترات منتظمة عادة ما تكون نصف سنوية، كما يقوم بسداد المبلغ الأصلي (Principal) في التاريخ المحدد.

يزن خاطر

مخاطر معدل الفائدة

عندما تشتري سندًا، فإنك تلتزم بتلقي معدل عائد ثابت (Rate of return (ROR)) لفترة محددة إلا أن العلاقة بين سعر السند وأسعار الفائدة في السوق يتم تفسيرها من خلال التغيرات في العرض والطلب على السند في بيئة أسعار الفائدة المتغيرة.

ففي حال ارتفع سعر السوق من تاريخ شراء السند، سينخفض سعره وفقًا لذلك. وإذا قمت ببيع السند في السوق الثانوية، سيتم تداوله بخصم (Discount) ليعكس العائد المنخفض الذي سيحققه المشتري على السند، ولذلك أسعار الفائدة لها علاقة عكسية بأسعار السندات.

حتى في ظل انخفاض أسعار الفائدة، سنجد العلاقة العكسية بين أسعار الفائدة في السوق وأسعار السندات، حيث يتم بيع السند الذي تم إصداره في الأصل بعلاوة (Premium) أعلى من القيمة الاسمية لأن مدفوعات الكوبون (Coupon) المرتبطة بهذا السند ستكون أكبر من مدفوعات القسيمة المعروضة على السندات الصادرة حديثًا.

وتعتبر أسعار الفائدة في السوق انعكاسا لعدة عوامل بما فيها العرض والطلب على النقود في الاقتصاد، ومعدل التضخم (Inflation rate)، والمرحلة التي تكون فيها دورة الأعمال، والسياسات النقدية والمالية (monetary and fiscal Policies) للحكومة.

مثال على مخاطر سعر الفائدة

إذا اشتريت سندا لشركة القيمة الاسمية (Par value) له ألف دولار بمعدل فائدة 5٪، ولمدة 10 سنوات. ثم قفزت أسعار الفائدة إلى 6٪، فإن القيمة السوقية للسند ستنخفض إلى أقل من 1000 دولار لأن الفائدة الثابتة البالغة 5٪ التي يدفعها تصبح أقل جاذبية، فالسندات الصادرة حديثًا ستعود بنقطة مئوية أعلى لحاملي السندات. ولذلك، سيتم تداول السند الأصلي بسعر مخفض للتعويض عن هذا الاختلاف.

العرض والطلب

ماذا سيحدث إذا ارتفعت أسعار الفائدة في السوق بمقدار نقطة مئوية واحدة؟

يمكن فهم مخاطر أسعار الفائدة من حيث العرض والطلب بالمثال التالي.

وعند شرائك قسيمة نسبتها 5 ٪ لسند شركة مدته 10 سنوات والقيمة الاسمية له 1000 دولار، فستحصل على 50 دولارًا سنويًا، بالإضافة إلى سداد مبلغ الاستثمار الأساسي عندما يصل السند إلى تاريخ الاستحقاق (Maturity). لاحقا تم إصدار سندا حديثًا بخصائص مماثلة للسند المصدر في الأصل ولكن القسيمة بنسبة 6 ٪، بافتراض أنه بنفس القيمة الاسمية. سيجد مُصدر السند الأصلي صعوبة في العثور على مشترٍ على استعداد لدفع القيمة الاسمية للسند لأن المشتري يمكنه شراء السند الذي تم إصداره حديثًا والذي يدفع مبلغ قسيمة أعلى.

لهذا السبب، يجب على مُصدر السندات بيعه بخصم من القيمة الاسمية. ليعوض الخصم الفرق في مبلغ القسيمة من أجل جذب المشتري.

ما هي مخاطر الاستثمار في السندات؟
ما هي مخاطر الاستثمار في السندات؟

مخاطر إعادة الاستثمار

إذا كانت عائدات السند بحاجة إلى إعادة استثمار في ورقة مالية ذات عائد أقل، فذلك يشكل مخاطر إعادة الاستثمار (Reinvestment risk) والمرتبطة بسوق السندات. على سبيل المثال، افترض ان مستثمرًا اشترى سندًا بقيمة 1000 دولار بقسيمة سنوية بنسبة 12٪، فيتلقى المستثمر 120 دولارًا (12٪ × 1000 دولار)، والتي يمكن إعادة استثمارها في سند آخر. لكن تخيل أنه بمرور الوقت، انخفض سعر السوق إلى 1٪. فجأة، لا يمكن إعادة استثمار 120 دولارًا أمريكيًا التي تم الحصول عليها من السند إلا بنسبة 1 ٪، بدلاً من معدل 12 ٪ للسند الأصلي.

مخاطر الاستدعاء لمستثمري السندات

يمكن إصدار بعض السندات مع بند استدعاء (Call provision) يسمح للمصدر باسترجاع السند مبكرا، ويتم سداد رأس المال بالكامل وإلغاء اتفاقية دفع الفائدة، وهذا ما يسمى خطر الاستدعاء فالسند سوف يتم استدعاءه من قبل مُصدره. ويلجأ مصدر السند لذلك عندما تنخفض أسعار الفائدة (Interest rates) بشكل كبير منذ تاريخ الإصدار فيمكن للمُصدر سحب السندات القديمة عالية الفائدة وإصدار جولة جديدة من السندات بسعر فائدة أقل.

مخاطر التخلف عن السداد

عند احتمال إفلاس مُصدر السند وعدم قدرته على سداد التزاماته في الوقت المناسب. فإذا تخلف مُصدر السندات عن السداد، فقد يخسر المستثمر جزءًا من الاستثمار الأصلي أو كله وأي فائدة مستحقة.

لكن هناك جهات مثل Moody’s و Standard & Poor’s و Fitch، تقوم بتقييم السلامة المالية لمصدري السندات وخدمات التصنيف الائتماني (Rating services)، بما في ذلك تصنيفات ائتمانية لإصدارات السندات. بهدف إعطاء المستثمرين فكرة عن مدى احتمالية حدوث تقصير في سداد مدفوعات السندات.

على سبيل المثال، الولايات المتحدة والعديد من الحكومات الوطنية الأخرى لديهم الوسائل لدفع ديونهم عن طريق زيادة الضرائب أو طباعة النقود، مما يجعل التخلف عن السداد مستبعدًا للغاية. لذلك تتمتع بتصنيفات ائتمانية عالية جدًا.

لكن بعض الدول وضعت بتصنيفات ائتمانية منخفضة للغاية بسبب السندات منخفضة التصنيف والتي تسمى السندات غير المرغوب فيها (Junk bonds)، فهذه الدول أكثر عرضة للتخلف عن سداد مدفوعات سنداتها وقد يخسر حاملو سنداتهم بعض أو كل استثماراتهم.

مخاطر التضخم

مخاطر التضخم لها أكبر الأثر على السندات الثابتة (Fixed bonds)، والتي لها معدل فائدة محدد منذ البداية. فيؤدي التضخم إلى تآكل القوة الشرائية (Purchasing power) للمال، وتآكل قيمة عوائد السندات.

على سبيل المثال، إذا اشترى المستثمر سندًا ثابتًا بنسبة 5٪ وارتفع التضخم إلى 10٪ سنويًا، فإن حامل السند يخسر المال فعليًا على الاستثمار لأن القوة الشرائية للعائدات قد تضاءلت بشكل كبير. وللتخفيف من حدة ما يتعرض له المستثمرين من مخاطر التضخم. يتم تعديل أسعار الفائدة على السندات ذات السعر العائم أو العائمة (Floaters) بشكل دوري لتتناسب مع معدلات التضخم.