ما هي سندات البلدية؟

إذا كنت تسعى في استثماراتك لتوليد دخل معفى من الضرائب والحفاظ على رأس المال، فإن السندات البلدية (Municipal bonds) هي السبيل، لأنها سندات دين تصدرها الحكومة مقابل عدد محدد من مدفوعات الفائدة ضمن فترة محددة مسبقًا وفي نهايتها يصل السند إلى تاريخ استحقاقه (Maturity date)، فيتم إرجاع المبلغ الكامل للمستثمر الأصلي إذن عندما تشتري سندًا بلديًا، فأنت تقرض المال.

نقاط مهمة

  • تستخدم سندات الايرادات لتمويل مشاريع البنية التحتية، أما سندات الالتزام العام لجمع الأموال على لتغطية التكاليف
  • تعتبر سندات الالتزام العام وسندات الايرادات من السندات المعفاة من الضرائب ومنخفضة المخاطر
  • سندات البلدية ليست خالية من المخاطر فقد يفشل المصدر في دفع الفوائد المتفق عليها أو تسديد رأس المال عند الاستحقاق.

تأتي سندات البلدية في جميع الأشكال فمنها ما هو خاضع للضريبة ومنها ما هو معفي، إلا أن المستثمرين يميلون دائما إلى السندات المعفاة لما تحققه لهم من دخل معفي من الضرائب الفيدرالية. حيث يضطرون لاستشارة متخصص ضرائب قبل الاستثمار في كثير من الحالات التي يقومون فيها بتضمين دخل الفوائد عند حساب الضريبة في بعض البلدان.

يزن خاطر

أنواع السندات البلدية

  • سندات الالتزام (Obligation bonds) العام وتصدر لزيادة رأس المال الفوري لتغطية النفقات، وتدعمها السلطة الضريبية للمصدر.
  • سندات الإيرادات والتي يتم إصدارها لتمويل مشاريع البنية التحتية، من الدخل الناتج عن تلك المشاريع

كلا النوعين من السندات معفيان من الضرائب وقليلة المخاطرة بسبب الاحتمال الكبير بأن يقوم المُصدرون بسداد ديونهم.

مستويات مخاطر الائتمان لسندات البلدية

كما ذكرنا أن سندات البلدية لا تخلو من المخاطرة، فعدم القدرة على الوفاء بالالتزامات المالية يؤدي لعدم سداد الفائدة المجدولة وقد تصبح غير قادرة على سداد أصل الدين عند الاستحقاق.

لذلك تقوم وكالات التصنيف (مثل Moody’s Investors Service و Standard & Poor’s) بتحليل قدرة مُصدر السندات على الوفاء بالتزامات الدين للمساعدة في تقييم الجدارة الائتمانية للمُصدر.

  • فيتم وضع التصنيف “Aaa” أو “AAA” للمصدرين الأكثر جدارة ائتمانية
  • أما التصنيف “Ca” أو “C” أو “D” أو “DDD” أو “DD” أو “D” لمن هم في الوضع الافتراضي.
  • وإذا كان الهدف الأساسي هو الحفاظ على رأس المال فالسندات المصنفة “BBB” أو “Baa” تعتبر استثمارات مناسبة.

وتقوم Moody’s Investors Service بنشر دراسة سنوية تغطي أكثر من 10000 جهة إصدار سندات بلدية، وفي آخر دراسة عن حالات التخلف عن السداد من (1970 إلى 2020) على مدى السنوات العشر الماضية، كان متوسط ​​معدل التخلف عن السداد لسندات البلدية ذات الدرجة الاستثمارية 0.10٪، مقارنة بمعدل التخلف عن السداد البالغ 2.25٪ لسندات الشركات ذات التصنيف المتماثل.

إلا أن حالات التخلف عن السداد ليست شائعة في سندات البلدية ففي عام 2017 كان هناك 10 حالات تخلف وكانت قيمة السندات فيها 31.15 مليار دولار، وسبعة من هذه الحالات مرتبطة بأزمة ديون بورتوريكو (Puerto Rican debt crisis)، وتمثلت الزيادة في حالات التخلف بنسبة 15٪ عن عام 2016.

وللتغلب على قلق المستثمرين بهذا الشأن، يتم دعم العديد من السندات البلدية بوثائق تأمين تضمن السداد في حالة التخلف عن السداد (Event of default).

سندات البلدية
سندات البلدية

تغييرات القوس الضريبي (Tax Bracket)

قد يحصل المستثمرون في السندات الخاضعة للضريبة على خدمة أفضل من خلال العائد الأعلى المتاح فهم يتوقعون انخفاضًا كبيرًا في معدل ضريبة الدخل الهامشي، أما سندات البلدية المعفية من الضرائب تدفع معدلات فائدة أقل للمستثمرين.

مخاطر الاستدعاء

يقصد بالاستدعاء، إرجاع رأس مال المستثمر مع علاوة (Premium) مضافة مقابل سحب الديون القريبة (الباكرة)، فتسمح العديد من السندات للمصدر بسداد كل السند أو جزء منه قبل تاريخ الاستحقاق.

بينما تحصل على استثمارك الأولي بالكامل إذا تم استدعاء السند، فإن تدفق الدخل الخاص بك ينتهي في وقت أبكر من المتوقع.

مخاطر السوق

تعتبر التغيرات في أسعار الفائدة وتوقعات أسعار الفائدة بشكل عام العوامل الأساسية التي تدخل في أسعار السوق الثانوية للسندات البلدية. فمعظم سندات البلدية تدفع معدل فائدة بسعر ثابت ولا يتغير المعدل على مدى عمر السند، بالرغم من أن السعر الأساسي للسند سيتقلب في السوق الثانوية بسبب ظروف السوق.

على سبيل المثال، ستدفع السندات الصادرة مؤخرا عائدًا أقل من الإصدارات الحالية عندما تنخفض أسعار الفائدة، مما يجعل السندات القديمة أكثر جاذبية وحينها يصبح المستثمرون على استعداد لدفع المزيد للحصول عليها لأنهم يريدون عائدًا أعلى.

وبالعكس، إذا ارتفعت أسعار الفائدة، فإن السندات الصادرة مؤخرا ستدفع عائدًا أعلى من الإصدارات الحالية ومن المرجح أن يقوم المستثمرون الذين يشترون الإصدارات القديمة بذلك فقط إذا حصلوا عليها بسعر مخفض.

غير أن مخاطر السوق ليست عاملاً إذا اشتريت سندًا واحتفظت به حتى تاريخ الاستحقاق، لأن استثمارك الرئيسي سيعاد بالكامل عند الاستحقاق. لكن إذا اخترت البيع قبل تاريخ الاستحقاق، فسيتم تحديد مكاسبك أو خسارتك وفقًا لظروف السوق، وبناء على ذلك تخضع للعواقب الضريبية المناسبة لمكاسب أو خسائر رأس المال.

استراتيجيات الشراء

الاستراتيجية الاولى والتي تعتمد على شراء السند والاحتفاظ به حتى تاريخ الاستحقاق، ولكن تكون بمستويين:

المستوى الابسط والأساسي يتمثل في شراء سندات البلدية بسعر فائدة جذاب والاحتفاظ بها حتى تنضج، أما المستوى التالي يتضمن درجة من التعقيد فيعتمد علة إنشاء سلم يتكون من سلسلة من سندات البلدية وكل منها له معدل فائدة وتاريخ استحقاق مختلف ويعاد استثمار راس المال في رابطة جديدة باستمرار.

أما الاستراتيجية الثانية يسعى فيها المستثمرون لتوليد الدخل وزيادة رأس المال باستخدام نهجا نشطا لإدارة محفظة السندات الخاصة بهم، حيث يتم شراء السندات وبيعها بدلاً من الاحتفاظ بها حتى تاريخ الاستحقاق فيحقق دخلا من توليد العائدات ومكاسب رأس المال من البيع بعلاوة.

وتم تصنيف كل من هاتين الإستراتيجيتين على أنهما إستراتيجيات سلبية (Passive strategies) لأن السندات يتم شراؤها والاحتفاظ بها حتى تاريخ استحقاقها.

تقييم الاستقرار والملاءمة

تعتمد قوة السندات الصادرة من البلديات على المدينة التي أصدرتها، فالسندات الصادرة في مدينة ذات موارد مالية قوية أكثر استقرارًا من تلك الصادرة عن مدينة تم تخفيض تصنيفها الائتماني أو تقدمت مؤخرًا بطلب للإفلاس، إذن مصدر السند مهم.

قد تعتبر السندات البلدية ملاذًا ضريبيًا، وتحقق عوائد أعلى من سندات الخزانة ولكن لا يزال بإمكانهم أن يخسروا بسبب التضخم وربط مبالغ كبيرة من المال لفترة أطول بكثير مما يستمر الركود عادة، كما تميل سندات البلدية إلى أن تكون أكثر أمانًا من العديد من أنواع الاستثمارات الأخرى، لكنها أقل أمانًا من سندات الخزانة الأمريكية. يرتكب الكثير من المستثمرين خطأً خلال الأوقات الصعبة ويطورون رؤية نفقية حول الاستقرار والسلامة، لكن الاستقرار مصطلح نسبي في سوق السندات البلدية ومع ذلك، يجب عليهم التفكير أولا في كيفية ملائمة الاستثمار لخططهم المالية (Financial plans) بدلا من التفكير في الهروب من المخاطر.