التحليل الفني

هنالك طريقتان اساسيتان تستخدمان لتحليل الأوراق المالية واتخاذ قرارات الاستثمار فيها: طريقة التحليلي الفني وطريقة التحليل الأساسي فكل من التحليل الفني والأساسي عبارة عن تقنيات يستخدمها المستثمرون على مستوى العالم لاتخاذ القرارات المتعلقة بالأسهم. ومع ذلك فهي مختلفة من نواحٍ عديدة.

ما هو التحليل الفني؟

التحليل الفني بدأ في العصور الحديثة وكان قد ظهر من أجل معرفة تغيرات أسعار العملات وكل ما هو جديد في عالم التداول من خلال الإنترنت ويكون الهدف منه المساعدة في عمليات فهم وتحليل ما يبقى وراء التداول.

كما أنه يعتبر الأسلوب الذي يقوم باستخدامه العديد من المستثمرين من أجل التوقعات المستقبلية للأسواق من خلال دراسة الأفراد لمعطيات الأسواق التاريخية، ويكون أهم هذه المعطيات هو السعر ومقدار حجم التداول، كما أنه يقوم جميع المتداولون بمعرفة أسعار التداولات السابقة وحجمها، ويكون ذلك قد يتفق مع المؤشرات الحسابية من أجل اتخاذ قراراتهم الرابحة.

ويكون من المفضل لدى المستثمرين أنهم يقومون بشراء الأسهم المناسبة بالنسبة لأرباحهم، حيث أنه من المفترض شراء الأسهم المنخفضة السعر وفي حالة البيع، فيجب عليه أن يبيعه بأعلى سعر ممكن، ثم يستمر في هذه التداولات حيث أنه يشترى أقل الأسهم سعراً في مقابل أنه في حالة البيع يحاول أن يقوم ببيعه بأعلى سعر، حتى يزداد خبرة ويزداد ربحه في التداولات.

نادرا ما يعتمد محللو الأسهم في أبحاثهم على التحليل الفني لوحده أو التحليل الأساسي لوحده، فيمكن استخدام الرسوم البيانية إلى جانب الإحصاءات المماثلة لبيانات الشركة، ويمكن تطبيق التحليل الفني على أي ورقة مالية مع بيانات التداول التاريخية فهو الأكثر انتشارا في أسواق السلع والعملات الأجنبية حيث يركز المتداولون على تحركات الأسعار على المدى القصير.

يزن خاطر

مقارنة بين التحليل الفني والتحليل الأساسي

التحليل الفني يستخدم لتقييم الاستثمار في الأسهم وتحديد فرص التداول بها من خلال التركيز على معلومات إحصائية مثل سعر السهم وحجم التداول فيه، فالمحللون الفنيون هم الأفراد الذين يعتقدون أن الرسوم البيانية للسعر تحتوي على جميع المعلومات اللازمة لاتخاذ قرار الاستثمار. ويعتقدون أن كل محتوى أصل معين ينعكس في اتجاهات الأسعار.

أما التحليل الأساسي:

 فهو الذي يستخدم في تقييم قيمة الأوراق المالية بناء على نتائج الشركة مثل المبيعات وحجم الأرباح التي تحققها لتحديد القيمة العادلة للسهم.

فعند تداول الأسهم، يمكن تطبيق التحليل الأساسي لتقييم عوامل معينة مثل أداء الشركة والأخبار والظروف البيئية. من الأمثلة الجيدة على ذلك المستثمر الذي يرغب في تحديد ما إذا كان يجب عليه شراء أسهم من شركة تعمل في صناعة النقل الجوي. عوامل مثل أسعار النفط الحالية والمستقبلية المتوقعة والاستقرار السياسي ومعدل السياحة ستشكل المفاهيم الأساسية التي يجب تحليلها.    

إذن يركز التحليل الفني على الأسعار التاريخية واتجاهات الأسهم ويستخدمها في التنبؤ بتحركات السعر، أما التحليل الأساسي يركز على البيانات المالية.

ويطلق على المستثمرون الذين يستخدمون تقنيات التحليل الأساسي بالأصوليين فالأصولي هو ذلك المستثمر الذي يستثمر في مشاريع طويلة الأمد.

 بينما يُعرف أولئك الذين يستخدمون التحليل الفني بالفنيين أو المحللين الفنيين، فالفني هو ذلك المستثمر الذي يشتري الأسهم فقط على أساس المدى القصير.

استخدام التحليل الفني

تم طرح التحليل الفني من خلال الباحث Charles dow من خلال نظرية dow وتطور بعدها ليشمل مئات الأنماط والمؤشرات التي ترشدهم لقرارات الاستثمار عبر سنوات من البحث، مثل:

  • اتجاهات الأسعار.
  • أنماط الرسم البياني.
  • مؤشرات الحجم.
  • المذبذبات (القوة النسبية).
  • المتوسطات المتحركة.
  • مستويات الدعم.

وتركز بعض المؤشرات على تحديد اتجاه السوق الحالي بينما يركز البعض على تحديد قوة الاتجاه واحتمالية استمراره.

نظرية داو في التحليل الفني

تعتبر نظرية ” تشارلز داو ” الذي يكون أول محرر لصحيفة ” وول ستريت ” العالمية الذي قام بتأسيس أساسيات التحليل الفني الحديث من خلال ثلاث نقاط أساسية وهي :

السعر الذي يعتبر انعكاس كامل لكل قوى الأسواق، حيث أن جميع قوى الأسواق تنعكس على الأسواق، حيث أنه ليس كل خبر اقتصادي يعني أنه من الممكن أن تتغير الأسعار.

الأسعار في اتجاهات من الممكن تحديدها لفترت زمنية طويلة قبل أن يتم تغيرها، حيث أن الدورات الاقتصادية قد تستمر لمدة زمنية طويلة، لذا فإنه في معظم الأحيان تكون الاتجاهات السعرية ممتدة لفترات زمنية طويلة.

افتراضات التحليل الفني

يتبع التحليل الفني مفهوم عدم وجود قيمة حقيقية للسهم، كل هذا يتوقف على قوى السوق العرض والطلب. ثم تخضع قوى السوق هذه لعوامل منطقية وغير منطقية لذلك يرى البعض أنه مجرد دراسة لقوى العرض والطلب، لكن بعض المحللين يتتبعون أرقاما غير السعر مثل حجم التداول والفائدة المفتوحة، فهو يبحث عن تحليل السمات الأساسية للأوراق المالية.

يعتقد المحللون الفنيون أن كل شيء يتم تسعيره بالفعل في الأسهم، فكل ما يتعلق بأساسيات الشركة وعوامل السوق وسيكولوجيته يظهر في سعر السهم، وذلك يتوافق مع فرضية الأسواق الفعالة emh التي تفترض أن الشيء الوحيد المتبقي هو تحليل تحركات الأسعار، فالسعر يتحرك في اتجاهات حتى في حركات السوق العشوائية وبغض النظر عن الإطار الزمني.

يعتقد المحللون الفنيون أن تغيرات الأسعار تتكرر على مدار التاريخ، أو ما يسمى بالتاريخ يعيد نفسه، تقوم أسواق المال بجمع مختلف الفئات، حيث أنها تقنعهم بالأرباح الكبيرة والضمانات الممتازة لحماية أموالهم، وبذلك فالطبيعة المتكررة لتحركات الأسعار تعود إلى سيكولوجية السوق والتي يمكن توقعها لاعتمادها على المشاعر مثل الخوف والإثارة. ويستخدم التحليل الفني الرسوم البيانية لتحليل هذه المشاعر وحركات السوق اللاحقة لفهم الاحتياجات.

فوائد التحليل الفني

من المفترض أن يتطلب التحليل الفني معلومات تكون أقل بشكل كبير على ما هو عليه في عملية التحليل الأساسي، حيث أنه من مقدرة المتداول القيام بجمع كل المعلومات التي قد يحتاجها من الأسعار وحجم التداولات.

الانتقادات

يرى البعض أنها طريقة مثيرة للجدل ولا يمكن الاعتماد عليها حيث تصف الأحداث التي يتوقع حدوثها عدد كبير من الناس، فاذا اعتمد عدد كبير من المتداولين والمستثمرين على نفس أنواع المؤشرات تزداد فرص نجاح هذه المؤثرات.

متى يستخدم التحليل الفني ومتى يستخدم التحليل الأساسي?

حركة السعر على المدى الطويل والقصير في التحليل الفني والأساسي بالنسبة لقرارات الاستثمار طويلة الأجل، من المنطقي أكثر استخدام التحليل الأساسي، حيث يقوم المستثمرون على المدى الطويل بشراء الأسهم مع توزيعات أرباح كبيرة والاحتفاظ بالسهم لعدة سنوات من خلال التقلبات وتحولات السوق قبل بيعها في النهاية.

أما التحليل الفني يحدد فقط تغيرات واتجاهات الأسعار على المدى القصير، فإنهم لا يتبعون عملية الشراء والاحتفاظ بالمخزون لبضع سنوات، ويولي هذا النوع من المستثمرين مزيدًا من الاهتمام للأرباح قصيرة الأجل والتي يتم حسابها بالسعر المحقق ناقصًا تكلفة الشراء بالإضافة إلى الأرباح الموزعة.

الخلاصة

نادرا ما يعتمد محللو الأسهم في أبحاثهم على التحليل الفني لوحده أو التحليل الأساسي لوحده، فيمكن استخدام الرسوم البيانية إلى جانب الإحصاءات المماثلة لبيانات الشركة، ويمكن تطبيق التحليل الفني على أي ورقة مالية مع بيانات التداول التاريخية فهو الأكثر انتشارا في أسواق السلع والعملات الأجنبية حيث يركز المتداولون على تحركات الأسعار على المدى القصير.

ولذلك يعتبر الكثيرون أن استخدام مزيج من منهج التحليل الأساسي والتحليل الفني خيارا أكثر عقلانية، فالتحليل الأساسي يرتبط بالاستراتيجيات طويلة الأجل والتحليل الفني يوفر معلومات حول ظروف السوق على المدى القصير والتي تعود بالنفع لكلا المتداولين والمستثمرين.

يمكن تطبيق الاستراتيجيتين في مواقف مختلفة ويمكن استخدامهما بشكل بديل اعتمادًا على ما إذا كانت خطة الاستثمار طويلة الأجل أو قصيرة الأجل.

يحدد التحليل الأساسي القيمة الجوهرية لسعر السهم ويمكن استخدامه لتحديد الأسهم ذات القيمة الأقل أو ذات الأسعار الزائدة في السوق.

المصادر:

  1. https://www.easytradeweb.com/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D9%84%D9%8A%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%86%D9%8A/
  2. https://ar.maxio-b.com/1641/